للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث السادس: النهي عن الخوض في القدر.

دين الإسلام دين الوسطية والعدل؛ ولذا نهى عن التنطع والتشدد وعن البحث فيما غاب عن علم الإنسان مما استأثر الله - سبحانه وتعالى - بعلمه، ومن ذلك البحث في القدر والتعمق فيه والنظر في دقائقه؛ لأن ذلك من الأمور التي استأثر الله بعلمها، فلم يطلع عليها أحدا من الخلق لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا؛ ولهذا فإن التعمق والجدل في القضاء والقدر من الخذلان؛ لأن المجادل فيه لا يدرك مراده، وكلما احتج بحجة كسرتها أخرى، وربما أفضى به ذلك إلى الإلحاد والزيغ عن الطريق المستقيم، والخوض في القدر أول ظاهرة للشرك في هذه الأمة، كما يدل عليه حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال محمد بن عبيد المكي: «قيل لابن عباس: إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر، فقال: دلوني عليه، وهو يومئذ قد عمي، قالوا: وما تصنع به يا أبا عباس؟ قال: والذي نفسي بيده، لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه، ولئن وقعت رقبته في