للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدي لأدقنها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن مشركات، هذا أول شرك هذه الأمة، والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا كما أخرجوه أن يكون قدر شرا (١)».

وقد جاء كفار قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخاصمونه في القدر، فأنزل الله - سبحانه وتعالى - في ذلك آية ترد عليهم، كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء مشركو قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخاصمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القدر، فنزلت: (٤)».

وقد حصل بعض الخصام بين بعض الصحابة - رضي الله عنهم - في القدر، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخوض في ذلك والتعمق فيه وضرب كتاب الله بعضه ببعض، لما يؤدي إليه من نتائج سيئة. فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم والناس يتكلمون في القدر،


(١) أخرجه أحمد (١/ ٣٣٠)، وقال أحمد شاكر: إسناده حسن على الأقل. المسند تحقيق/ أحمد شاكر (٥/ ٢٢)، حديث رقم (٣٠٥٦).
(٢) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب القدر (٤/ ٢٠٤٦).
(٣) سورة القمر الآية ٤٨ (٢) {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}
(٤) سورة القمر الآية ٤٩ (٣) {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}