وقضية الصراع بين النصرانية والإسلام وبين اليهودية والإسلام هي قضية الصراع بين الحق والباطل منذ أشرقت أنوار الحق، وجاء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة الصافية النقية، من عند الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
فهم يريدون صد المسلمين عن دينهم إن استطاعوا، ويريدون مباعدة الناس عن الاتجاه نحو الإسلام، ويريدون جذب المسلمين أيضا إلى ديانتهم الباطلة ليتساووا في الضلال، وليسيروا سويا في طريق الابتعاد عن منهج الله لتكون لهم الغلبة بالقوة المادية والقدرات المختلفة. يخبر الله جل وعلا عن هذه الصفة في هؤلاء وعن عداوتهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويوجه الله نبيه إلى طريق الهداية الذي يجب أن يسير فيه، بقوله تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}(١).
والذي يقرأ تاريخ الحروب الصليبية، وما دار خلالها من معارك استمرت طويلا في ديار الشام وفي الأندلس يرى نماذج شديدة من عداوتهم للإسلام