للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير سورة الناس

تأليف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى

تحقيق وتعليق: د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي (١).

[مقدمة]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين: أما بعد. .

فإن الشرور التي تصيب الإنسان - أعاذنا الله وإياكم منها - إما أن تكون من الخارج، وإما أن تكون من الداخل ولا ثالث لهما.

ولذا فقد وردت النصوص بالأمر بالاستعاذة بسورتي الفلق والناس؛ لاشتمالهما معا على الحرز من الشرور كلها داخلها وخارجها.

ففي سورة الفلق استعاذة من {شَرِّ مَا خَلَقَ} (٢) {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (٣) {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (٤) {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (٥) وهذه تشمل كل شر من خارج الإنسان.

وفي سورة الناس استعاذة من شر الوسوسة التي هي أصل الشرور من داخل الإنسان.

وبالاستعاذة بالسورتين يحترز الإنسان من الشرور كلها داخلها وخارجها. ولضرورة أن يعرف المسلم الكلام الذي يستعيذ به ويناجي به ربه


(١) " ورددت ترجمة للباحث في العدد ٢٧ " صفحة ٢٥٧ من مجلة البحوث الإسلامية.
(٢) سورة الفلق الآية ٢
(٣) سورة الفلق الآية ٣
(٤) سورة الفلق الآية ٤
(٥) سورة الفلق الآية ٥