أرض الحجاز هي في الأصل سلسلة جبال السروات التي تبدأ جنوبا من اليمن وتمتد شمالا إلى قرب الشام، وسميت حجازا لأنها تحجز تهامة والغور عن نجد، وحدد الأصمعي الحجاز في كتابه جزيرة العرب:" الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد، فمكة تهامية، والمدينة حجازية، والطائف حجازية ".
ويأتي على رأس أشهر القبائل العربية التي استوطنت الحجاز قديما: قبيلة قريش في مكة، وهي التي ينتسب إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون، والأوس والخزرج في المدينة، وهذيل وثقيف وفهم وسعد بن بكر بجوار مكة والطائف، إضافة إلى هوازن وجهينة وبلي.
كان أبناء الحجاز أكثر صلة من نظرائهم في مناطق أخرى من الجزيرة العربية بالحركات النهضوية الحديثة في البلاد العربية، وكان وجود الحرمين الشريفين وما يمثلانه من استقطاب علمي للمسلمين إضافة إلى موقعهما المقدس عاملا في إبقاء جذوة العلم متقدة حتى في عصور الضعف التي عرفها العالم الإسلامي، وكان لاتصال الحجاز بوفود الحجيج السنوية تأثير آخر في التبكير في نهوض الحجاز، وحين انضم الحجاز إلى المملكة العربية السعودية أدرك الملك عبد العزيز ذلك الموقع المتميز فدعم النهوض بإنشاء المعاهد التعليمية الحديثة، وشجع البعثات إلى الخارج.
دخلت أرض الحجاز تحت الحكم العثماني ضمن أنحاء العالم الإسلامي الأخرى، ولكنها ظلت تحت الحكم المباشر للأشراف حتى عام ١٩٢٥م حين ضمها الملك عبد العزيز رحمه الله لما فتحه من أجزاء الجزيرة العربية، وبإعلان قيام المملكة العربية السعودية دخل الحجاز ضمن التقسيم الإداري لمناطق المملكة، وهو حاليا واقع في المقام الأول ضمن منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.