ابن الصلت بن عصفور، الحافظ الكبير العلامة الثقة، أبو يوسف، السدوسي البصري ثم البغدادي، صاحب " المسند " الكبير، العديم النظير المعلل، الذي تم من مسانيده نحو من ثلاثين مجلدا. ولو كمل لجاء في مائة مجلد.
مولده في حدود الثمانين ومائة، وسماعاته على رأس المائتين.
سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وأزهر بن سعد السمان، وبشر بن عمر الزهراني، وجعفر بن عون، وأبا عامر العقدي، وشجاع بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحاضر بن المورع، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبا النضر، ويعلى بن عبيد، ووهب بن جرير، وحجاج بن منهال، وينزل إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ثم إلى الحسن بن علي الحلواني، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبي بكر الأعين، ثم ينزل إلى أصحاب يحيى بن معين، وابن المديني، ويخرج العالي والنازل، ويذكر أولا سيرة الصحابي مستوفاة، ثم يذكر ما رواه، ويوضح علل الأحاديث، ويتكلم على الرجال، ويجرح ويعدل، بكلام مفيد عذب شاف، بحيث إن الناظر في " مسنده " لا يمل منه، ولكن قل من روى عنه.
حدث عنه: حفيده محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وطائفة.
وثقه أبو بكر الخطيب وغيره.
قال أبو الحسن الدارقطني: لو كان كتاب يعقوب بن شيبة مسطورا على حمام لوجب أن يكتب، يعني: لا يفتقر الشخص فيه إلى سماع.
قال الخطيب: حدثني الأزهري قال: بلغني أنه كان في منزل يعقوب بن شيبة أربعون لحافا، أعدها لمن كان عنده من الوراقين الذين يبيضون له " المسند " قال: ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار. ثم قال: وقيل: إن نسخه بمسند أبي هريرة منه شوهدت بمصر، فكانت في مائتي جزء. قال: والذي ظهر له مسند العشرة، وابن مسعود، وعمار، والعباس، وعتبة بن غزوان، وبعض الموالي.