خامسا: الجاهلية التي هدمها محمد بن عبد الوهاب وعلى أنقاضها أعاد وضع أسس بناء وإظهار عقيدة التوحيد ما كانت لتنهدم إلا بصدق نية الاتباع:
ترى ماذا كان يفعل الإمام محمد بن، عبد الوهاب، لو رأى بلدان العالم الإسلامي الآن، وأوجعه ما بها من موجبات الأحزان:
فقبور هي عبارة عن قصور، وبيوت يباح فيها ممارسة الجنس للشباب المسلم ولا حول ولا، قوة إلا بالله، ومحاكمات للشباب الذي يعفي لحيته، ونساء يولولون على القبور المرتفعة على الأرض ارتفاعا كبيرا، ومشايخ طرق توضع الأموال في خزائنهم ولا يحركون ساكنا من أجل العودة إلى الحق، وموسيقى تصدح من نوادي العري وعلب الليل، وموائد قمار يخسر عليها الناس آلاف الجنيهات التي امتصوها من دم الشعب، وحكام لا يطبقون شريعة الله يستنكفون عن العودة إلى سبيل الحق، وبنوك لا تتعامل إلا بالربا، وشركات تأمين لا تحاول الاقتراب من شرع الله وتعديل وأنظمتها لتتفق معه، ونساء متبرجات، وإعلام له أجهزة كأنها قنابل موقوتة تنفجر في كل بيت، ومدارس ولا تعلم فيها مبادئ الدين، وكل هذا في بلاد المسلمين من المشرق حتى المغرب، ولا أحد يتحرك، فأين منا محمد بن عبد الوهاب، وماذا كان يصنع لو رأى ذلك؟!
لا شك أنه كان سيقوم لتجديد شباب الإسلام، وتأكيد عقيدة التوحيد، مثلما فعل في جزيرة العرب، عندما تحرك حسه الديني، وضميره الإيماني، وراح يحطم أصنام الجاهلية التي جثمت