هكذا عظماء الإسلام، الأشخاص المجددون، فهم أشخاص كغيرهم، ولكنهم لاذوا بربهم، يرون الرذيلة فينكرونها ولا يترددون أبدا فيها، والمعاصي فيمنعونها ولا يفرحون أبدأ بها، والآثام فيقضون عليها ولا يسعدون لحظة واحدة بالسكوت عنها.
والدليل على ذلك أنه كان في جزيرة العرب آلاف العلماء، ولكنهم سكتوا ولم يغيروا، أما هو فقد بحث وحث على العودة إلى عقيدة التوحيد، وهذا ما تحتاج إليه الدول الإسلامية الأخرى الآن.
إن الذين يتصورون أن ما فعله الإمام كان شيئا بسيطا إنما هم واهمون، فلقد كانت كارثة الجاهلية جسيمة عظيمة، ولذا كانت الدعوة إلى القضاء عليها عظيمة.
ورد في مصباح الظلام: (أنه من المعلوم عند كل عاقل خبر الناس وعرف أحوالهم، وسمع شيئا من أخبارهم وتواريخهم أن أهل نجد وغيرهم ممن تبع الشيخ واستجاب لدعوته من سكان جزيرة العرب كانوا على غاية من الجهالة والضلالة والفقر والعالة، لا يستريب في ذلك عاقل، ولا يجادل فيه عارف، كانوا من أمر دينهم في جاهلية: يدعون الصالحين، ويعتقدون في الأشجار والأحجار، يطوفون بقبور الأولياء، ويرجون الخير والنصر من جهتها. وفيهم من كفر الاتحادية والحلولية وجهالة الصوفية ما يرون أنه من الشعب الإيمانية والطريقة المحمدية. وفيهم من إضاعة الصلوات، ومنع الزكاة، وشرب المسكرات ما هو معروف