تلك الحالة، كانت بحق حالة جاهلية، ولكن أحدا لم يشعر بخطرها، أو يدرك آثارها السيئة على الإسلام والمسلمين، سوى الإمام محمد بن عبد الوهاب، فقام بدعوته السلفية التي أثرت في العالم الإسلامي برمته تأثيرا إيجابيا وهكذا كان الإحساس بالجاهلية هو سبب غرس العقيدة في النفوس.
لقد أشعل جذوة الفكر، وأحيا روح العقل، ووأد الجهل الضارب أطنابه وقضى على الحيرة، وجمع شمل أوصال الأمة بالتوحيد، وبعث فيها الروح الإسلامية الصحيحة الواعية، وجعل مجد الإسلام، ولغة القرآن غايته العظمى فكانت تنقية العقيدة من الخرافات والبدع بغيته، وإحياء لغة القرآن التي كادت تندرس أمنيته، وكم كان العالم الإسلامي كله في حاجة إلى هذه الدعوة، فقد (عاشت الأمة الإسلامية في بلاد العرب وغيرها من بلدان المسلمين على ما لديها من رصيد قديم، تسربت إليه عناصر الإفساد في ناحيتي الحياة العقلية والدينية عصورا طويلة أغفلها التاريخ من حسبانه، فلم يصلنا عن مجرياتها وطابعها المميز إلا النزر اليسير، واستمرت الحال على ذلك الضعف في جميع النواحي حتى قيض الله للإسلام من يقوم بتجديده، ويعيد له قدسيته التي انتهكت بما أدخل فيه من مذاهب فاسدة، وما وجد به من بدع منكرة، وآراء