ضالة- وأفكار هزيلة- ولقد فتح الله على قلب الإمام محمد بن عبد الوهاب فقام بدعوته الإصلاحية الدينية، ودعا الناس إلى العودة للدين الإسلامي الصحيح، الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، فاستجاب له أهل نجد ومن يليهم من القبائل، ثم انتشرت دعوته في الجزيرة العربية وما جاورها من البلدان، حتى تغلغلت بعد سنوات قليلة من قيامها في كثير من البلدان المعمورة، وخرج الناس من شتى أنحاء العالم لمبايعة الإمام والسير على خطاه ودخل الناس في دعوته بعد ذلك مبهورين بتفانيه في سبيل عقيدة التوحيد، ورفع لواء نبي التوحيد محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان لتلك الجاهلية أن تندك حصونها، ولعقيدة التوحيد أن يشاد بنيانها لو لم توجد النية الصادقة التي لا تعبأ بالعقبات، ولا تخشى من المشكلات، ولا تقيم وزنا لمعارضة الضالين، أو كيد الكائدين، فما أحوجنا إلى نيات صادقة عامة بقدر عدد أفراد الأمة لكي نقاوم نزغات الشيطان، ونعيد رفع ذات البنيان، حتى تظهر عقيدة التوحيد، وتقتلع من أمامها كل المثبطات الشركية، والأدران البدعية، ومن أخطرها الآن بالإضافة لما حاربه الإمام تحكيم القوانين الوضعية في أمة رايتها هي التوحيد وحقيقة دعوتها محاربة الشرك والبدع، ولا يحسبن أحد أن هناك أي مجال للفصل بين عقيدة التوحيد، وبين تطبيق شرع الله المجيد، فالإسلام جاء للقضاء على الجاهلية، ولا يجوز لمسلم أن يقبل بأن تتحكم فيه