ولما كانت مادة (أمن) كما جاءت في المعاجم العربية لها اشتقاقات كثيرة منها: أمن أمانة وكان أميناً، وأمن إيمانًا صار ذا أمن، وآمن به وثق به وصدّقه، وأمّن فلانًا جعله يأمن وغير هذا من الاشتقاقات، التي تعطي راحة للنفوس وطمأنينة للمجتمعات.
فإن الأمن الذي تبحث عنه المجتمعات المسلمة وغيرها، وتحتاج إليه الأمم: أفرادًا وجماعات، سواء في حياة البشر الدنيوية، وهي عاجل أمرهم، أو في اطمئنانهم على مصيرهم بعد وفاتهم، آجل أمرهم، فإن هذا المقياس تخاطب به أهل الإسلام، المؤمنون بالله، المدركون لما يجمع بين الإيمان والأمان والقاسم المشترك بينهما.
ذلك أن ما يدور حول هاتين الحالتين: ما هو إلا جزء من مشتقات (أمن)، الذي توسع فيها اللغويون، ويدور على محورها ارتياح النفس، واطمئنان القلب، وينتج عن ذلك سلامة الأمة، التي تحرص تعاليم الإسلام عليها في مثل هذه المقولة، من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، في استفهامه صلى الله عليه وسلم، التقريري الموجه للصحابة: «أيّ يوم هذا؟ وأيّ بلد هذا؟