الدرجة الثالثة إلهام يجلو عين التحقيق صرفا: وهو الفناء في شهود الحقيقة الكونية وهذا النوع من الإلهام هو أصل أهل الحلول والاتحاد مع أن صاحب المنازل يخالف هؤلاء في أن الفناء في الشهود لا في الوجود وأهل الحلول والاتحاد هو عندهم فناء في الوجود وأيا كان الأمر فإنه لا بد من الرجوع إلى الشرع في كل نوع من هذه الأنواع فإن دل الدليل عليه قبل وإن رده لم يقبل وقد تقدم أن التحديث أخص من هذا الإلهام ومع ذلك فإن عمر رضي الله عنه كان لا يعتمد على تحديثه ولكن على ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا ويقرر ابن تيمية أن الإلهام الذي في القلب تارة يكون في الشرعيات وتارة يكون في الكونيات فإذا كان في الشرعيات فهو على نوعين:
النوع الأول: ما كان من جنس العلم والقول والظن والاعتقاد.
النوع الثاني: ما كان من جنس العمل والحب والإرادة والطلب وفي