فإذا كان الدين واحدا، فإن الشرائع مختلفة في الأوامر والنواهي، فقد يكون الشيء في هذه الشريعة حراما، ثم يحل في الشريعة الأخرى، وبالعكس، وقد يكون خفيفا في شريعة فيزداد بالشدة في الشريعة الأخرى، وقد تختلف طرق العبادة، نظرا لاختلاف الناس وطرق تعليمهم باختلاف استعداداتهم وظروف بيئتهم في مختلف العصور والأزمان، إذ أن الشريعة تأتي لتلبية حاجات الناس، وهذه قد تختلف من أمة لأخرى ومن زمن لآخر. كما تختلف الشرائع في شمولها لبعض الأحكام مما لم يكن منصوصا عليه في شريعة سابقة خاصة، لأن كل شريعة لاحقة إنما جاءت مكملة أو موضحة لشريعة سابقة أو مصححة لما وقع فيها من انحراف.