الجعرانة: بكسر أوله إجماعا، ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راءه، وأهل الإتقان والأدب يخطئونهم، ويسكنون العين، ويخففون الراء، وقد حكي عن الشافعي أنه قال: المحدثون يخطئون في تشديد الجعرانة وتخفيف الحديبية.
ترددت في السيرة، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم والسبي من يوم حنين بالجعرانة، ومنها اعتمر، يعتمر منها المكيون، وبها مسجد، وقد عطلت بئرها اليوم، وكانت عذبة الماء يضرب المثل بعذوبته.
وقال أبو العباس القاضي: أفضل العمرة لأهل مكة ومن جاورها من الجعرانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر منها، وهي من مكة على بريد من طريق العراق، فإن أخطأ ذلك فمن التنعيم.
وذكر سيف بن عمر في كتاب الفتوح، قال: أول من قدم أرض فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين، وكانا من المهاجرين ومن صالحي الصحابة، فنزلا أطد ونعمان والجعرانة في أربعة آلاف من بني تميم والرباب، وكان بإزائهما النوشجان والفيومان بالوركاء، فزحفوا إليهما، فغلبوهما على الوركاء.