للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نماذج من دعوة الرسول]

لقد: كان صلوات الله وسلامه عليه لا يواجه أحدا بما يكره. وكان إذا بلغه عن أحد من أصحابه شيئا يقول: «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا؟ وما بال رجال يفعلون كذا (١)». (ولا يعينهم خشية أن يحصل لهم خجل أو استحياء بالتعيين بين الناس ويكفيهم ذلك في النهي).

أخرج الإمام أحمد في مسنده بإسناد جيد: عن أبي أمامة - رضي الله عنه -: «أن غلاما شابا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنى؟ فصاح الناس به؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ادن: فدنا حتى جلس بين يديه فقال: أتحبه لأمك؟ قال: لا - جعلني الله فداك، قال: كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم. أتحبه لابنتك؟ قال: لا - جعلني الله فداك. قال: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم. أتحبه لأختك؟ - (وزاد ابن عوف أحد رواة الحديث) أنه ذكر العمة والخالة وهو يقول في ذلك: لا - جعلني الله فداك. وهو - صلى الله عليه وسلم - يقول كذلك الناس لا


(١) صحيح البخاري النكاح (٥٠٦٣)، صحيح مسلم النكاح (١٤٠١)، سنن النسائي النكاح (٣٢١٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٢٨٥).