تقع مدينة عكا على ساحل البحر الأبيض المتوسط في نهاية الرأس الشمالي لخليج عكا، وقد كان لهذا الموقع أهمية جعل مدينة عكا تتعرض لأحداث عظيمة حيث ظهر الكثير من القادة التاريخيين على مسرحها مثل: تحتمس، سرجون، بختنصر، قمبيز، الإسكندر، أنطوخيوس، وبومبي ثم معاوية وصلاح الدين الأيوبي، ربكاردوس، ابن طولون - نابليون - إبراهيم باشا، وغيرهم.
حملت مدينة عكا عدة أسماء عبر عصورها التاريخية، ففي العصر الكنعاني أطلق عليها مؤسسوها اسم عكو، وهي كلمة تعني الرمل الحار، وسماها المصريون عكا أو عك، وفي رسائل تل العمارنة وردت باسم عكا، ونقلها العبريون بالاسم نفسه، ذكرها يوسيفوس فلافيوس باسم عكي، ووردت في النصوص اللاتينية باسم عكي، وفي النصوص اليونانية باسم عكي.
أخذت المدينة اسم ACKON عكون إبان حكم الفرنجة لها، كما سميت d'acre - Saint - Jean وقبل ذلك في العهدين الكلاسيكي والبيزنطي حملت اسم بتوليمايس، وظلت تحمله من القرن الثالث حتى القرن السابع الميلادي. وعندما جاء العرب سموها عكا معيدين لها اسمها الكنعاني القديم بتحريف بسيط، وظلت تحمله إلى يومنا هذا.
مر على مدينة عكا الغزاة من العصور القديمة حتى العهد العثماني. سنة ١٦ هـ، فتحها شرحبيل بن حسنة سنة ٢٠ هـ، أنشأ فيها معاوية بن أبي سفيان دارا لصناعة السفن الحربية " ترسانة بحرية" وفي سنة ٢٨ هـ، انطلقت السفن الحربية العربية من عكا إلى جزيرةقبرص.
حكمها الشيخ ظاهر العمر الزيداني فترة من الزمن، وحكمها أحمد باشا الجزار فترة من الزمن في نهاية القرن الثامن عشر.
سنة ١٧٩٩م أوقفت عكا زحف نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي الذي وصل إليها بعد أن احتل مصر وساحل فلسطين، فقد حاصرها مدة طويلة، وفشل في اقتحام أسوارها ودخولها، حيث رمى قبعته من فوق سور عكا داخلها؛ لأنه لم يستطع دخولها، وماتت أحلامه في الاستيلاء على الشرق وعاد بجيوشه.