(ب) النشأة والتطور: أولا: النشأة: نشأت فرقة الماتريدية على يد أبي منصور الماتريدي والذي تنسب إليه كما تقدم، ولم يكن هناك من أصل لهذه التسمية قبل الماتريدي، ولا نعرف هل ظهرت هذه النسبة إليه في حياته أم بعد وفاته؟ وقد تأثر الماتريدي ولا شك بالحنفية من الجهمية والمعتزلة والمرجئة أكثر مما تأثر بالحنفية السنية السلفية، فجنى عليه هؤلاء، فيما أثر هو في أتباعه الماتريدية، وجنى عليهم كذلك.
ويبدو أن لا وجود للماتريدية بصورة فرقة إلا بعد وفاة إمامهم الماتريدي؛ لأن الفرقة تتكون من مجموعة تلامذته.
وقد أثر الماتريدي في الحنفية في سمرقند تأثيرا بالغا، حتى أصبح غالب الحنفية من الماتريدية.
ثانيا: التطور: لقد مرت الماتريدية بعدة أدوار تاريخية أهمها ما يلي:
(١) دور التأسيس ووضع الأصل: وهذا كان مرتبطا بحياة الماتريدي ما بين عامي (٢٣٨ - ٣٣٣ هـ)، وقد تميز هذا الدور بكثرة المساجلات بين الماتريدي وبين المعتزلة.
(٢) دور التكوين: وقد ارتبط هذا الدور بتلاميذ الماتريدي، ويمتد منذ وفاة الماتريدي إلى نحو عام (٤٠٠ هـ)، حيث انتشر تلاميذ الماتريدي، وبدءوا في نشر كلامه وأفكاره والانتصار لها والدفاع عنها.