للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كمال هذا الدين]

فإن من أمعن النظر فيما شرعه الله لنا مما تضمنه الكتاب العزيز ودلت عليه السنة، علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة على أكمل وجه وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها. لا يحيد عنها إلا هالك قد مرض قلبه. . وخاسر قد طاش في مهاوي الضلال لبه. فإن الله تعالى قد بين للناس قواعد الدين وأكملها، قال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١) فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا هذا الدين بما أنزله في كتابه العربي المبين وعلى لسان نبيه الصادق الأمين. مما بلغ من الأحكام وبين لنا من حلال وحرام، فلم يكن هناك من خير إلا دلنا عليه وسهل لنا الطرق الموصلة إليه ولم يكن هناك من شر إلا حذرنا منه، كما قال صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو «ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ويحذرهم من شر ما يعلمه لهم (٢)») (٣)


(١) سورة المائدة الآية ٣
(٢) صحيح مسلم الإمارة (١٨٤٤)، سنن النسائي البيعة (٤١٩١)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٥٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٩١).
(٣) رواه مسلم بهذا المعنى في الإمارة.