التهذيب والاختصار متقاربان في المعنى، فالتهذيب يأتي بمعنى الاختصار، فإن أصل الكلمة تعني التنقية.
قال في اللسان: التهذيب كالتنقية، هذب الشيء يهذبه هذبا، وهذبه: نقاه، وأخلصه، وقيل: أصلحه.
وأصل التهذيب تنقية الحنظل من شحمه، ومعالجة حبه حتى تذهب مرارته، ويطيب لآكله (١) غير أن التهذيب والاختصار قد يختلفان من حيث النوعية.
فتهذيب الكتاب يراد به تنقيته، وإصلاحه، وتخليصه من زوائده، وتحرير عباراته، وموضوعاته، في حين أن الاختصار قد يقتصر على اجتزاء مادته، وتقليل موضوعاته، وتخليصه من زوائده دون أن يعمد إلى تنقيته وإصلاحه، كما أن التهذيب لا يمنع من الزيادة على الأصل.
ومن المؤلفات الحديثية المشتهرة من هذا النوع كتاب (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) للحافظ أبي الحجاج يوسف بن