كان - رحمة الله عليه - سيفا مسلولا على المخالفين لدين الله - كما عرفنا - وشجا في حلوق أهل الأهواء والمبتدعة، وإماما قائما ببيان الحق ونصرة الدين، طنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، كما قال ابن شاكر الكتبي:(لذا نعته أعداء السنة والمبتدعة بالخشونة ومساوئ الأخلاق، وأنه كان فظا غليظ القلب، لم تطرق الرحمة أبواب قلبه).
ولا يكون البهت أشنع من هذا، ولا عداوة أشد من هذه العداوة، إذ قلبوا الحقيقة وجعلوا من رجل كله خلق كريم شخصا غليظ القلب سيئ الأخلاق، فلنقرأ ما كتبه ثقات عصره:
قال ابن شاكر:(حج سنة إحدى وتسعين وله ثلاثون سنة، ورجع وقد انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحلم، والأناة والعفة، والصيانة وحسن القصد، والإخلاص والابتهال إلى الله، وشدة الخوف منه ودوام المراقبة له، والتمسك بالأثر والدعاء إلى الله تعالى، وحسن الأخلاق ونفع الخلق والإحسان إليهم)(١).