الحديبية على بعد (٢٢) كيلا غرب مكة على طريق جدة القديم، وهو الطريق الذي يمر بالحديبية ثم حداء، على بضع أكيال من الحديبية، ثم على بحرة، منتصف الطريق، ثم على أم السلم فجدة، بها مسجد الشجرة، قيل إن مكانه لم يثبت، وهو اليوم مهدم، وبها بويتات يعدها الناظر، ومسجد غير مسجد الشجرة يصلى فيه، وبها مخفر للشرطة، وهي خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى، وملاكها الأشراف ذوو ناصر.
قال صاحب معجم البلدان: قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها. وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبية بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع. وبين الحديبية ومكة مرحلة، وبينها وبين المدينة تسع مراحل، وفي الحديث أنها بئر، وبعض الحديبية في الحل، وبعضها في الحرم، وهو أبعد الحل من البيت، وليس هو في طول الحرم ولا في عرضه، بل هو في مثل زاوية الحرم، فلذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم، وعند مالك بن أنس أنها جميعها من الحرم. وقال محمد بن موسى الخوارزمي: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية ووداع المشركين لمضي خمس سنين وعشرة أشهر للهجرة النبوية.