فإن الإنسان كائن حي يتأثر بما يحيط به وما يطرح أمامه، ولكن الله قد شرفه بين المخلوقات بحواس ليميز بها بين النافع والضار، وجعل له السمع والبصر والفؤاد لكي يعقل ما حوله، ويتبصر فيما يعود عليه بالنفع ليتبعه، وبالضار ليجتنبه؛ هبة من الله جلت قدرته؛ لينظر سبحانه ماذا يعمل هذا الإنسان في هذه المواهب عظيمة القدرة، عالية المسئولية؟ {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}(١).
وإنها لحكمة من الله جل وعلا أن يتمايز الناس في الإدراك والفهم، وليسعوا فيما يرونه مسيرا لأمورهم ومعاشهم، بحكم الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، والتي تقوم وتنظم اتجاه هذه