ولقد حلا لأعداء الله أن يوقعوا الشقاق بين شطري المجتمع (الرجل والمرأة) لتقوم العلاقة بينهما على الريبة والشك والتربص. . بدلا من ذلك المستوى الكريم من السكن، والمودة، والتراحم!.
فصوروا للمرأة أن الإسلام يريدها في البيت سجينة، وأن سجانها الغليظ هو الرجل، الذي يمسك بالمفتاح يتحكم كيف يشاء، إن شاء سمح بالنور أو سمح بالهواء. . وإن لم يشأ لم يسمح!، وراحت حكايات " الحريم " يرددها المبشرون والمستشرقون وتلاميذ هؤلاء وأولئك!.
ثم أثاروا الشبهات حول " الطلاق في الإسلام " وتعدد الزوجات في الإسلام وميراث المرأة في الإسلام. .
حتى دفعوا بعض " الجاهلين " و " العملاء " وأصحاب الأهواء الدنيئة إلى المناداة ثم التطبيق في المجالات بما يقولون وعلى غير ما أمر الله ورسوله، حيث اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون توازن المجتمع واستمرار نموه الطبيعي لكي يؤدي وظيفته على أكمل وجه بإدراك الترابط الوظيفي للرجل والمرأة داخل المجتمع الواحد، بل وعلى مستوى البشرية جمعاء، حيث يكمل كل منهم الآخر بأداء وظيفته المناطة به والتي تقبلها طبيعة كل منهما.
وعرفت بعض البلاد الإسلامية ما يسمى قوانين " الأحوال الشخصية " تقيد الطلاق وتحد من تعدد الزوجات وتساوي في الإرث بين الرجل والمرأة، وذلك على عكس الطبيعة الإنسانية وسننها. . كأنهم أرحم بها من الله. . أو كأنهم أعلم به وبها من الله. . . والله يسائلهم وأمثالهم {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}(١) واستجاب هؤلاء وأولئك مرة أخرى لكيد الأعداء فقذفوا بالمرأة بعيدا عن بيتها. . لتضرب في كل ميدان، ولتقتحم كل الأسوار، حتى ما يصادم فطرتها ويخدش حياءها