للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - حكمة التشريع الإسلامي والدعوة الإسلامية:

والحق أن الدعوة الإسلامية في حاجة إلى دراسات محايدة من منظور المخاطبين بها أي من توجه إليهم هذه الدعوة، ويكون الحياد العلمي أكثر ضرورة، عندما تتحول لغة الدعوة من لغة عربية إلى لغة أخرى تترجم عنها، لأنها عندئذ لن تعتمد على الإطار والمؤثر المحلي المحسوس، بل تتشح بوشاح المنطق الذي يواكب الفكر العالمي المعاصر. ووضوح حكمة التشريع الإسلامي يقتضي قيام الدعاة بتقنين استعمال الإطار اللغوي، ليكون منطبق الدلالة على المفهوم الفكري، دون مجازات لفظية، أو محسنات بديعية لغوية، مع استعراض الأفكار على أساس ترابط السياق في المعنى، حتى تتأكد الفكرة المحورية التي يريد الداعية بثها لمن سواه.، من خلال جوهر الإسلام كدين للبحث عن الحياة الأرقى والأخلد، ووفق منهج يتسم بالبساطة، وفي ضوء كتاب موثق توثيقا يقينيا، ويتفق في كل ما ورد فيه مع حقائق الكون المادية دون أن يتعارض مع العقول، بل يتفق معها ويستوعب كل قضايا الحياة دائما (١).؛ لأنه دين منهج الوسطية الذي يوازن بين واقع المادية وجوهر الطاقة الروحية.

وحكمة التشريع الإسلامي، إذا تجلت في دعوة الداعية، فإنها ستكون


(١) الشيخ محمد متولي الشعراوي، هذا هو الإسلام، ط ١، ج ١، ص ٢٥ وما بعدها.