للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}، إذًا كما أمرنا الله بالعدل في الأفعال، أمرنا أيضًا أن نعدل في الأقوال، فنتقي الله في أقوالنا، ونتقي الله فيما نقول، فلا نقول سوءًا، ولا نمشي بنميمة، ولا نسعى بغيبة، ولا نرمي الناس بما هم براء منه، ولا نسيء الظن بهم، ولا نتدخل في سرائرهم وضمائرهم، بل نكل أمرهم إلى الله، فمن أظهر الخير والصلاح والتقى أحببناه، ومن أظهر الباطل كرهناه على قدر باطله، لكننا لا نتدخل في نوايا الناس، فأمر العباد إلى الله جل وعلا، فنكون عادلين في أقوالنا غير جائرين، من أظهر باطلاً ناقشناه على قدر باطله وخطئه، نحب المؤمن لخيره، ونكره ما فيه من شر؛ لكننا لا نجعل الباطل قاضيًا على الحقوق، ولا نجعل الخطأ ملغيًا لكل المحاسن، فالعبد يشتمل أحيانًا على خير وشر، يكون فيه جوانب من الخير تحبها، وجوانب من النقص تكرهها؛ لكنك إذا قلت فلا تنس الفضائل، والأعمال الطيبة، ولا تجعل السوء نصب عينيك، وتنسى فضائله وأعماله الصالحة، فلو تفكرنا في أنفسنا، وقوّمنا عيوبنا وتقصيرنا، لوجدنا أننا مقصرون، وأن فينا من الأخطاء ما يجب أن نصلحه قبل أن نسعى في إصلاح الناس، كم من شامت بالناس ومسيء إليهم وهاتك لعوراتهم، يذله