مؤسسة تعليمية وضع أساسها بالقاهرة جوهر الصّقليّ (إلياس الصقلي) القائد الفاطمي في الرابع عشر من رمضان عام ٣٥٩هـ، ٩٧٠م، واستغرق بناء جامعها الأساس نحو العامين، وأقيمت فيه الصلاة لأول مرة في السابع من رمضان عام ٣٦٠هـ، الثاني والعشرين من يونيو عام ٩٧١م، وهو ما عرف بالجامع الأزهر الشريف، نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
تغير حال الأزهر على عهد الأيوبيين؛ إذ كانوا من أهل السنة، ولذا حاولوا محو كل أثر للفاطميين الشيعة.
استعاد الأزهر مكانته من جديد في عهد المماليك (٦٤٨ - ٩٢٢هـ،١٢٥٠ - ١٥١٧م).
أفل نجم الأزهر قليلا في العهد العثماني (٩٢٣ - ١٢٢٠هـ، ١٥١٧ - ١٨٠٥م).
ونظر محمد علي باشا وأسرته من بعده إلى الأزهر بوصفه مؤسسة مصرية مرهوبة الجانب. وكان يسعى لإضعاف نفوذه.
وشهد الأزهر تطورا وإصلاحا كبيرا منذ أواخر القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي.
النظم الداخلية للجامع الأزهر
عرف طلاب العلم الذين يؤمون الأزهر بالمجاورين، يقيم بعضهم في المسجد والبعض الآخر خارجه، وينقسم الذين يقيمون داخل المسجد إلى طوائف، بحسب البلدان التي يقدمون منها أو حسب المذهب الفقهي، ولكل طائفة رواق خاص بهم ملاصق للجامع. والأروقة حجرات يضع فيها الطلاب المجاورون كتبهم ومتاعهم، وينامون فيها. ويوجد الآن ستة وعشرون رواقا، منها: رواق الصّعايدة ورواق مكة والمدينة ورواق الدّكارنة ورواق الشّوام ورواق المغاربة ورواق السّناريّة ورواق الأتراك ورواق البرناويّة ورواق الجبرت ورواق الحنفية ورواق الحنابلة.
كان على رأس الأزهر في القرون الوسطى ناظر، ينتخب من بين كبار موظفي الدولة وكان لكل رواق شيخ، ولكل طريقة صوفية نقيب، وأصبح له رئيس علمي (شيخ عموم) منذ العهد العثماني، وهو يرأس شيوخ الأقسام المختلفة ويتصل بالحكومة مباشرة.