إذا ذكرت ربك بصدق طهرت القلب من شواغله، وأخلصته لبارئه، وأنقذته من أدوائه، وحرسته من بواعث النسيان الضال التي أسلفناها، وكنت على ذكر لربك تنقشع أمامه بواعث الغفلة مهما كثرت.
وقد قدم لك القرآن العلاج من هذه الآفة القاتلة المدمرة للعقيدة والسلوك في آية واحدة هي قوله تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}(١) الذكر علاج للنسيان والغفلة، هذه واحدة.
وهناك أمر آخر يدعونا إلى الحديث عن الذكر بعد النسيان، وهو أن الحديث عن أي من المعاني يسوق إلى الحديث عن مقابله، وتناول المعاني المتقابلة يزيدها وضوحا، ويكسبها في النفس بلاغا، وبضدها تتميز الأشياء.