للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - مع الشورى:

استشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لثلاث بقين أو أربع من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين الهجرية (١)، فلما وجد عمر حد السلاح سقط وأمر عبد الرحمن بن عوف فصلى بالناس، وعمر طريح، فاحتمل فأدخل بيته. ودعا عبد الرحمن، فقال له: (إني أريد أن أعهد إليك)، قال: (أتشير علي بذلك؟)، قال: (اللهم لا)، فقال عبد الرحمن: (والله لا أدخل فيها أبدا)، قال: (فهبني صمتا حتى أعهد إلى النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض)، ثم دعا عليا وعثمان والزبير وسعدا، فقال: (انظروا أخاكم طلحة ثلاثا، فإن جاء وإلا فاقضوا أمركم (٢)، ثم قال: (فإن أصابت سعدا فذاك، وإلا فأيهم استخلف فليستعن به، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة)، وجعل عبد الله بن عمر معهم يشاورونه وليس له من الأمر شيء (٣)، وهكذا كان عبد الرحمن أحد الستة الشورى، فلما دفن عمر كان عبد الرحمن أحد الذين نزلوا في قبره (٤).

ولما مات عمر وأخرجت جنازته جمع المقداد بن الأسود أهل الشورى، وأمروا أبا طلحة الأنصاري أن يحجبهم.

وقال عبد الرحمن لزملائه: (أيكم يخرج منها نفسه ويتقلدها على أن يوليها


(١) البداية والنهاية (٧/ ١٣٨)، والعبر (١/ ٢٧).
(٢) ابن الأثير (٣/ ٥٠)
(٣) طبقات ابن سعد (٣/ ٣٣٩).
(٤) ابن الأثير (٣/ ٥٢).