كان في الحسن بن صالح - بن حي أحد الأعلام بدعة تشيع قليل، فكان يرى السيف على الأئمة أي الخروج على الولاة الظلمة، مع جلالة علمه وورعه وفضله، ولأجل هذا كان أهل العلم لا يكتبون رواية وكيع عن الحسن بن صالح، فقال وكيع مرة: ما لكم لا تكتبون حديث حسن؟ فقيل له: إنه كان يرى السيف، فسكت وكيع، ومع هذا، فقد ورد عنه أنه قال: هو عندي إمام، فقيل له: إنه لا يترحم على عثمان، فقال: أفتترحم أنت على الحجاج؟
قال الذهبي معلقا على كلامه: قلت: هذا التمثيل مردود غير مطابق (١) قلت: ويفهم من هذا النص أنه كان يقبل رواية من كان فيه بدعة، وأنه لا تأتي للبدعة في كون أهلها مجروحا.
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة الحسن بن صالح معلقا على قولهم: أنه كان يرى السيف: وقوله كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور، وهذا مذهب للسلف قديم، لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه، ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبر، وبمثل هذا الرأي لا يقدح في