للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم ٥٥١٣

السؤال الأول والثاني:

هل الخضر - عليه السلام - ما زال على قيد الحياة كما يدعون؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

جـ: الصحيح من قولي العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر - عليه السلام - قد مات لظاهر العموم في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} (١) ولما ثبت عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد (٢)». قال ابن عمر: " فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك فيما يتحدثون من الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد (٣)» يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن) رواه مسلم، ثم هذا هو الأصل الغالب في سنة الله في بني آدم، فيجب


(١) سورة الأنبياء الآية ٣٤
(٢) صحيح البخاري العلم (١١٦)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٥٣٧)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٥١)، سنن أبو داود الملاحم (٤٣٤٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٢١).
(٣) صحيح البخاري مواقيت الصلاة (٦٠١)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٥٣٧)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٥١)، سنن أبو داود الملاحم (٤٣٤٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٣١).