للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشبهة الخامسة: استدلوا بقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} (١)

وقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٢) قالوا: الآيتان تفيدان أن الأولياء أحياء بعد قتلهم وما داموا كذلك فيجوز نداؤهم والتوسل بهم كالأحياء في الدنيا (٣)

يقول محمد الفقي: (وحيث ثبتت حياة المتوفى في البرزخ بما أوردناه وبقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٤) جاز طلب العون منهم) (٥) الجواب: يقال لهم هاتان الآيتان نزلتا في حق الشهداء (٦):

فالآية الأولى: توجيه للمؤمنين أن لا يقولوا لمن يقتل في سبيل الله هو ميت، فإن الميت من سلب حياته وأعد حواسه فلا يلتذ لذة ولا يدرك نعيما، أما من قتل في سبيل الله فإنهم في حياة


(١) سورة البقرة الآية ١٥٤
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٩
(٣) انظر: إتحاف الأذكياء ص ١٣، ١٤ وتطهير الجنان ص ٥٩ والبروق النجدية ص ٣٠.
(٤) سورة آل عمران الآية ١٦٩
(٥) التوسل محمد الفقي ص ١٨٨.
(٦) انظر: أسباب النزول للسيوطي بها هامش (تفسير وبيان) ص ٤٣، ص ١٠٩، ١١٠.