للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزعمون.

ثانيا: المراد بقوله: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ} (١) في الآخرة لا في الدنيا.

بدليل قوله: {عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٢).

يقول ابن جرير: (لهم عند ربهم يوم القيامة) (٣)، وبدليل قوله تعالى: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (٤).

وعليه فإن تلبية من توسل بهم لا تدخل في ما يشاءونه؛ لأنها من أمور الدنيا.

ثالثا: على فرض دخول الأمور الدنيوية في ما يشاءونه فإن هؤلاء المحسنين كانوا يدعون إلى توحيد الله والعمل بما يرضيه، ولذلك وصفهم بالمتقين، وهم الذين اتقوا الله بتوحيده والبراءة من الأوثان والأنداد وأداء الفرائض واجتناب المعاصي (٥) ومن كان كذلك فلن يشاء الشرك أو شيئا من وسائله، وبذلك يتضح بطلان استدلالهم بالآية.


(١) سورة الزمر الآية ٣٤
(٢) سورة الزمر الآية ٣٤
(٣) تفسير الطبري ج ٢٤ ص ٤.
(٤) سورة الشورى الآية ٢٢
(٥) انظر تفسير الطبري ٢٤ ص ٤.