هذا البحث عقدته لبيان بعض ما زاده الحرز على أصله التيسير، ولا أدعي فيه الاستقراء التام، فقد يفوتني البعض، ولكنني أتيت بحمد الله على أكثر تلك الزيادات؛ فأقول وبالله التوفيق: الزيادات التي في الحرز جاءت على ثلاثة أقسام:
زيادة في الأبواب ٢ - زيادة في الأصول ٣ - زيادة في الفرش.
فمن الزيادات في الأبواب:
باب اتفاقهم في إدغام: إذ، وقد، وتاء التأنيث، وهل، وبل.
قال أبو شامة: " هذا الباب ليس في التيسير، وهو من عجيب التبويب في مثل هذا الباب، فإنه لم ينظم هذه القصيدة إلا لبيان مواضع خلاف القراء، لا لما أجمعوا عليه، فإن ما أجمعوا عليه أكثر مما اختلفوا فيه، فذكر ما أجمعوا عليه يطول، ولكن قد يعرض في بعض المواضع ما يختلفون فيه، وما يجمعون عليه، والكل من باب واحد، فينص على المجمع عليه مبالغة في البيان؛ ولأن من هذا الباب ما أجمعوا على إظهاره، في الأنواع كلها، نحو: إذ قالوا، قد نرى، وقالت لأخته، هل ينصرونكم، بل قالوا، بل هو شاعر.
وما أجمعوا على إدغامه، وما اختلفوا فيه، فلما ذكر المختلف فيه - بقي المجمع عليه، وهو ينقسم إلى مدغم ومظهر، فنظم المدغم لقلته، فبقي ما عداه مظهرا (١).