يرى المؤرخون بأن هذه الفرقة خرجت على الإمام علي - رضي الله عنه - سنة ٣٧ هـ وأن السبب في ذلك هو حادثة التحكيم في حرب صفين.
وبيانها: أنه لما اشتد القتال في صفين بين جيش الإمام علي وجيش معاوية، وبدأت بوادر النصر تظهر في جيش علي - رضي الله عنه -، دعا معاوية عمرو بن العاص واستشاره في الموقف فأشار عليه بأن يأمر الجند برفع المصاحف على أسنة الرماح وأن ينادوا كتاب الله بيننا وبينكم ففعلوا ذلك.
على إثر ذلك جاء جماعة من قراء البصرة يتقدمهم مسعر بن فدكي والأشعث بن قيس، وأجبروا عليا على وقف القتال مهددين قائلين:" أجب إلى كتاب الله إذا دعيت إليه وإلا ندفعك برمتك إلى القوم أو نفعل بك كما فعلنا بابن عفان إنه غلبنا أن يعمل بما في كتاب الله عز وجل والله لتفعلنها أو لنفعلها بك " فاضطر الإمام علي - رضي الله عنه - إلى وقف القتال. وأرسل الأشعث بن قيس إلى معاوية يسأله ما يريد برفع المصاحف. فشرح له مراده وهو أن يرسل كل منهما رجلا من عنده يرضاه لأن يكون حكما ويأخذوا عليهما المواثيق بأن يحييا ما أحيا القرآن، وأن يميتا ما أمات، وأضاف معاوية أنه اختار عمرو بن العاص.
وتبنى الأشعث بن قيس هذا الاقتراح وخرج به يقرؤه على الناس حتى مر به على طائفة من بني تميم فيهم عروة بن أذنية فقرأه عليهم. فقال عروة بن أذنية: أتحكمون في دين الله الرجال؟ وقد أخذ هذه الكلمة من هذا الرجل طوائف من أصحاب علي من القراء وقالوا: لا حكم إلا الله، وخرجوا من جيش الإمام علي وحدانا مستخفين واجتمعوا في حروراء وذلك احتجاجا على وقف القتال والركون إلى الصلح.
ثم لما اجتمع الحكمان عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وأعلنت