للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نتائج التحكيم في رمضان من سنة ٣٧ هـ ترك سرا جمع كبير من جيش الإمام علي وخرجوا من الكوفة وفيهم عدد من القراء والتحقوا بالفئة الأولى عند النهروان وأمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي الأفردي واختاروا حرقوص بن زهير السعدي التميمي إماما للصلاة.

وهذا السبب هو أظهر الأسباب في نشأة الخوارج إلا أن هناك أسبابا أخرى هيأت لنشوء هذه الفرقة منها.

١ - النزعة المتشددة التي كانت تسود بعض المؤمنين البسطاء وخصوصا القراء هذه النزعة فتحت الطريق لنمو نزعات متطرفة في صفوفهم منها نزعة الخوارج.

٢ - كذلك من الأسباب في نشأة الخوارج: العصبية القبلية، والتناحر المتوارث بين القبائل العربية المختلفة، وقد كان جيش الإمام علي - رضي الله عنه - يضم فئات مختلفة من ربيعة، ومضر، واليمانية، وكانت هذه الفئات يعز عليها أن تكون الصدارة لبعضها دون بعض، فكان لذلك أثره في وقع في صفين ثم في نشوء الخوارج.

٣ - كذلك من الأسباب - كما يراه البعض - أن زعماء الخوارج الأول أو بعضا منهم على الأقل كانوا يعارضون ولاية عثمان - رضي الله عنه - واشتركوا في المسئولية في مقتل عثمان بل فاخروا بذلك، لذلك كانوا يتخوفون من انقطاع الحرب وعقد الصلح؛ مخافة أن يعاقبوا على اشتراكهم في مقتل عثمان. فكانوا سببا في العمل من أجل الدعوة إلى الحرب واستمرارها.