الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإن مدينة تبوك الواقعة بين وادي القرى والشام، وقيل كانت بركة لأبناء سعد من بني عذرة، قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن كانت آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة من الهجرة إلى هذه البلدة، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في شهر رجب بالتهيؤ لغزو الروم، وعاد منها في شهر رمضان من السنة التاسعة.
فقد كانت هذه الغزوة المقترنة بتبوك ذات أحداث جسام، ومعجزات نبوية كبيرة، وإخبار منه صلى الله عليه وسلم بما سوف تتبوؤه هذه المنطقة من مكانة ونماء زراعي واقتصادي، وتوافد بشري، نرى اليوم ملامح ذلك قد برزت للعيان، كما نرى أيضا أمورا هي من معجزات النبوة التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة عندما كانت المنطقة في قفر من الأرض، وشدة في الحصول على الماء الصالح للشرب، فضلا عن المتطلبات الأخرى. وإذا هي اليوم تتحول إلى حقول