للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قيمة الزمن في القرآن الكريم]

لفضيلة الدكتور عودة عبد عودة عبد الله

[تمهيد]

الزمن هو مادة هذه الحياة، والروح التي تجري في عروقها، فما الحياة في حقيقتها إلا زمن يمر ويمضي، ومن أدرك الزمن على حقيقته، فقد أدرك هذه الحياة على حقيقتها، وبانت له معالم الطريق الذي ينبغي سلوكه. وما الزمن إلا حياة الأمم، إذا حافظت عليه دبت الحيوية في شرايينها، وإذا أهملته أمست هامدة خامدة لا روح فيها ولا حياة.

والناظر في أحوال المسلمين اليوم يتملكه الحزن الشديد لما يرى من تضييع الأوقات في سفاسف الأمور ومحقراتها بما لا يؤدي إلى نفع عام أو خاص، ولو اتبع المسلمون هدي قرآنهم وهدي نبيهم لاحتلوا موقع القيادة والريادة الذي كانت أمتنا تتبوأه في عصورها الزاهية، ولو فعلوا ذلك لما وصلت إليه حالهم إلى ما آلت إليه الآن