١ - سأقوم في هذا البحث بدراسة واسعة لواقع العمل والعمال في العالم عموما، وفي هذا العصر، وعند المسلمين على وجه الخصوص، لأستخلص أهم الحقائق في هذا الشأن. ولن أعتمد على ما كتبه الكتاب في ذلك من آراء ونظريات إلا في الحقائق المسلمة، وذلك أن كثيرا منهم ينظر في أفق ضيق، أو فكر شاطح، أو لفئة محدودة، أو ظروف معينة، لا يصح تعميمها واعتبارها عند غير المسلمين، فضلا عن المسلمين.
لذا سأنزل إلى ميدان العمل لأقف على مشاكله، ومعاناته بنفسي، لأتصور الداء، فأعرف الدواء، لتحسينه وتطويره، وضمان قدرته، واستمراره، ولرفع كفاءات وسائله الآلية والبشرية، وربط ذلك كله بضوابط الشرع، ووزنه بميزان الحق في العمل والعمال، بما يرد البأس والبغي والفساد عن المسلمين، ويبقي على عزتهم ورفعتهم فوق العالمين.
٢ - لم أطلع على كتب فقهية تحدثت عن العمل بصفة شاملة متخصصة، وإنما أكثر من تحدث عنه هم أهل الاقتصاد والاجتماع، وبنظرة ضيقة في الغالب، وخاصة فيما يخص المسلمين، لذا فإنني لن أرجع إلى كتاب بعينه في أي مسألة وإنما أطلع على رأي هذا ورأي هذا، ثم أناقش الحصيلة العامة