الفرع الثالث: أثر الدعوة في اتفاق الآراء بين الصحابة رضي الله عنهم:
لقد تربى أولئك الصحب الكرام في مجتمع الدعوة الأول الذي ينظر فيه الفرد إلى مصلحة الدعوة قبل أن ينظر إلى مصلحته الخاصة، ففي السقيفة كان للاهتمام بالدعوة أثر بالغ في البعد عن الخلاف واتفاق الآراء بين الصحابة الكرام؛ لأن خلافهم ليس مبنيا على حب الدنيا والتكالب عليها وحب المناصب، بل كان دافعه الأول البحث عن الأفضل والأصلح للمسلمين، ولولا هذا الدافع، وتلك التربية الأولى لاستلت السيوف، وأريقت الدماء، وصارت القضية قضية انتصار الأنصار أو المهاجرين، وبدأت حمية الجاهلية.
ومن هذا المفهوم بين الصديق رضي الله عنه سبب قبوله للبيعة