للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: " لقد بايعوني وقبلتها منهم، وتخوفت أن تكون فتنة، وتقع بعدها ردة لو رفضت البيعة " (١).

وقال أيضا: " والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط، ولا كنت راغبا فيها، ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، لقد قلدت أمرا عظيما ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله " (٢).

إن هذه المقولة مبدأ عظيم يحسن بالدعاة أن يحفظوها فيطبقوها، فلا يرى الداعي حريصا على منصب منشغلا بتحصيله دون دعوته؛ لأن طالب ذلك مخوف لا يؤمن جانبه، وحريص ينبغي أن يحترز من حرصه، وسؤاله والحرص عليه مع العلم بكثرة الآفات وصعوبة التخلص منها دليل على أنه يطلبه لنفسه ولأغراضه، ومن كان هكذا يوشك أن تغلب عليه نفسه فيهلك دليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة؛ فإنك إن أعطيتها عن مسألة


(١) انظر: البداية والنهاية، ابن كثر، ج ٥، ط [القاهرة: مطبعة الفجالة] ص ٢٤٧.
(٢) انظر: تاريخ الإسلام الذهبي ج ٣، ط [بيروت: دار الكتاب الحديث، ١٤٠٧ هـ] ص٨.