للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول: مسائل عامة تتعلق بتوحيد الألوهية:

أ - تعريف توحيد الألوهية:

توحيد لغة: على وزن تفعيل مصدر وحدته توحيدا كما تقول: كلمته تكليما، ولهذا الفعل وجهان:

أحدهما: تكثير الفعل وتكريره والمبالغة فيه كقولهم: كسر الإناء وغلق الأبواب.

ثانيهما: وقوعه مرة واحدة كقولهم: غديت فلانا وكلمته.

ومعناه: الحكم بأن الشيء واحد، والاعتقاد بأنه واحد.

تقول: وحدت الشيء: جعلته واحدا، ووحدت الله: أقررت وآمنت بأنه إله واحد لا شريك له لا جعلته واحدا؛ ذلك أن وحدانية الله ذاتية ليست بجعل جاعل، والتشديد للمبالغة في وصفه بذلك.

قال ابن منظور: التوحيد هو الإيمان بالله وحده لا شريك له (١).

والألوهية: هي العبادة.

ومنه قوله تعالى: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} (٢).

قرأ ابن عباس: (" ويذرك وإلهتك " بكسر الهمزة) أي:


(١) انظر: لسان العرب مادة وحد ج ٣، ص ٨٨٨، ٨٨٩، والمعجم الوسيط ج١، ص ١٠١٦.
(٢) سورة الأعراف الآية ١٢٧