وهذا النوع من الممارسات الترويحية التي كانت موجودة في العصر الإسلامي الأول. ولقد بلغت العناية بها لدى المسلمين مبلغا كبيرا. وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو أو سهو إلا من أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة (١)».
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي عماله بتعليم أولادهم السباحة والعوم، فيكتب إلى أمير الشام:(. . . وعلموا صبيانكم الكتابة والسباحة).
ولقد ألف جلال الدين السيوطي وهو من علماء القرن التاسع الهجري كتابا في فضل السباحة، جمع فيه الآثار التي وردت في فضل السباحة والحث عليها، وأورد حديثين يؤكد فيهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم سبح بنفسه، فيذكر السيوطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل هو وأصحابه غديرا، فقال:«يسبح كل رجل إلى صاحبه، فسبح كل رجل إلى صاحبه، فسبح عليه الصلاة والسلام إلى أبي بكر واعتنقه، وقال: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، لكنه صاحبي». والحديث الآخر قوله صلى الله عليه وسلم:«نزلت بي أمي وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار».
(١) المعجم الكبير، ج ٢، ص ١٩٣. وكذلك: الترغيب والترهيب، ج ٢، ص ٢٧٩.