للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شباب الصحابة وشيوخهم- رضوان الله عليهم- يمارسونها، ويحثون على تعلمها. وكيف لا يكون ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم مارسها وحث على تعلمها، بل وحذر من تعلمها ونسيها بالإثم؛ ففي الحديث الذي يرويه سلمة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق، فقال: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان- لأحد الفريقين- فأمسكوا بأيديهم، فقال: ما لهم؟ قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: ارموا وأنا معكم كلكم (٢)» وفي الحديث الآخر الذي يرويه عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا (٣)».

وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه: (أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي).

ويروي الهيثمي: (أن أنسا كان يجلس ويطرح له فراش ويجلس عليه ويرمي ولده بين يديه، فخرج يوما وهم يرمون، فقال: يا بني، بئس ما ترمون، ثم أخذ القوس فرمى فما أخطأ القرطاس) (٤). وقال مصعب بن سعد رضي الله عنه: كان سعد بن أبي وقاص يقول: عليكم بالرمي فإنه خير لكم (٥)


(١) صحيح البخاري، كتاب المناقب، حديث رقم ٣٢٤٥
(٢) يتناضلون: أي يتسابقون ويتنافسون في رمي النبال. (١)
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه.
(٤) مجمع الزوائد، الهيثمي، دار الريان للتراث، القاهرة، ١٤٠٧هـ، ج ٥، ص ٢٧١.
(٥) الترغيب والترهيب، المنذري، دار الريان للتراث، القاهرة، ١٤٠٧هـ، ح ٢، ص ٢٧٨.