أولا: صوفية الحقائق: وهم الذين مقصود التصوف عندهم عبارة عن حقائق وأحوال وحدود وسيرة مستلزمة لصفاء الباطن من كدر الأمراض الباطنة وصفاء الظاهر بكثرة العبادات والزهد في الملذات والشهوات وهؤلاء إنما أطلق عليهم صوفية نسبة إلى لباس الصوف وإن كانت طريقتهم ليس لبسه قيدا فيها ولا هم جعلوا لبسه من أصول الطريقة التي سلكوها ولا أوصوا بلبسه ولا علقوا الصلاح الظاهر والباطن على ذلك كله.
ويرى الصوفية أن هؤلاء هم أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين وهو يساوي عندهم الصديق (وهو الذي اختص بالزهد والعبادة ولكن على الوجه الذي اجتهدوا فيه فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم) فهم صديقوا زمانهم فصديقيتهم نسبية وهم في ذلك على درجات ومقامات.
وقد انقسم الناس في هؤلاء على ثلاث طوائف:
الطائفة الأولى: ذمتهم واعتبرت ما هم عليه بدعة وأخرجوهم عن مسمى السنة المتضمنة لنبذ البدعة والتمسك بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الطائفة الثانية: غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق بعد الأنبياء.
الطائفة الثالثة: أنهم مجتهدون في طاعة الله كحال سائر المؤمنين فمنهم السابق في الخيرات المتقرب من الله بحسب اجتهاده في طاعة ربه ومنهم