أبو المقدام الحارثي، المذحجي، الكوفي، الفقيه، الرجل الصالح، صاحب علي رضي الله عنه.
حدث عن أبيه، وعلي، وعمر، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة.
وعنه: ابناه محمد، والمقدام، والشعبي، والقاسم بن مخيمرة، وحبيب بن أبي ثابت ويونس بن أبي إسحاق.
قال أبو المقدام (م): سألت عائشة عن المسح على الخفين، فقالت: ائت عليا ; فإنه أعلم بذلك، وذكر الحديث.
وقد شهد تحكيم الحكمين، ووفد على معاوية شافعا في كثير بن شهاب، فأطلقه له.
فعن مجالد، عن الشعبي، عن زياد بن النضر، أن عليا بعث أبا موسى في أربع مائة عليهم شريح بن هانئ، ومعهم ابن عباس يصلي بهم إلى دومة الجندل.
قال سليمان بن أبي شيخ، كان شريح بن هانئ جاهليا إسلاميا، وهو القائل في إمرة الحجاج
أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا
قد عشت بين المشركين أعصرا
ثمت أدركت النبي المنذرا
وبعده صديقه وعمرا
والجمع في صفينهم والنهرا
ويوم مهران ويوم تسترا
ويا جميراوات والمشقرا
هيهات ما أطول هذا عمرا
قال القاسم بن مخيمرة: ما رأيت حارثيا أفضل من شريح بن هانئ.
وقال يحيى بن معين وغيره: ثقة.
قال أبو حاتم السجستاني: عاش شريح بن هانئ مائة وعشرين سنة.
قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن جده هانئ أنه وفد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكنى أبا الحكم فقال: لم يكنيك هؤلاء أبا الحكم؟ قال: يا رسول الله، إني أحكم بين قومي في الشيء، فيرضى هؤلاء وهؤلاء. قال: هل لك من ولد؟ قال: نعم. قال: فما اسم أكبرهم؟ قال: شريح. قال: فأنت أبو شريح.
تابعه بشار بن موسى الخفاف، عن يزيد بن المقدام، عن أبيه، عن جده، نحوه.