وعن الشعبي، قال شريح: إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
قال مغيرة: كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة، لا يدري الناس ما يصنع فيه.
وقال ميمون بن مهران: لبث شريح في الفتنة -يعني فتنة ابن الزبير - تسع سنين لا يخبر، فقيل له: قد سلمت. قال: كيف بالهوى.
وقيل: كان شريح قائفا عائفا، أي: يزجر الطير، ويصيب الحدس.
وروي لشريح:
رأيت رجالا يضربون نساءهم
فشلت يميني حين أضرب زينبا
وزينب شمس والنساء كواكب
إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
وعن أشعث، أن شريحا عاش مائة وعشر سنين.
وقال أبو نعيم: عاش مائة وثماني سنين. وقال هو والمدائني والهيثم: توفي سنة ثمان وسبعين.
وقال خليفة وابن نمير: مات سنة ثمانين.
وقيل: إنه استعفى من القضاء قبل موته بسنة، رحمه الله تعالى.