للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب - الإعداد العقلي:

والآيات القرآنية الكريمة مليئة بالعلوم والمعارف النافعة، والضرورية لبناء العقل الإنساني الحر، وهي تحث على طلب العلم النافع، المصحوب بالعمل الصالح، والنفع العام والخاص، التي من شأنها زيادة الحصيلة العلمية، ومعرفة الحقائق في مختلف فروع المعرفة، والحقائق التي يبرهن عليها العلم والمعرفة في مختلف مجالات الحياة في أمور الدنيا ومسائل الدين.

ثم إن هذا الدين في كثير من آيات القرآن الكريم يدعو إلى التأمل في آيات الله وخلقه، ويلفت النظر إلى تدبر عجائب قدرته، في آفاق الكون وسفينة الحياة، وأغوار النفس {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (١) وكثيرا ما تأتي اللفتات الكريمة في القرآن إلى آيات الله، وعظيم صنعه، وكريم لطفه وإحسانه، ثم تذيل الآيات بقوله تعالى: أفلا تعقلون، أفلا تتذكرون، أفلا تتفكرون، أفلا تعقلون وإن في ذلك لآيات لأولي الألباب.

ثم إن القرآن والسنة في كثير من آيات القرآن والأحاديث النبوية، تحتاج إلى إعمال الرأي في فهمها، وكيفية تحقيق مراد الله في نصوص شرعه، في واقع الحياة وتنزيلها على الحوادث، وهذا كله من شأنه تنمية العقل بزيادة العلوم والمعارف، والكشف عن الحقائق العلمية. والتربية على طرائق التفكير المنظم، الذي يلاحظ الظاهرة فيدرسها بالطريقة العلمية السليمة، ويصل إلى النتائج، ويطبقها على المواقيت المتشابهة، وهو إلى جانب هذا يزوده بالآيات المعينة على نضوج العقل ووصوله إلى النتائج المحددة. وهو بهذا إنما يعد الشخصية المسلمة إعدادا عقليا، يتلاءم مع المهام الجسيمة التي تنتظره في الحياة، وحمل الرسالة التي اختار الله هذه الأمة لها، فكانت بها خير أمة أخرجت للناس.


(١) سورة فصلت الآية ٥٣