للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خامسا: التواضع

التواضع هو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده، وقد جاء الأمر به في حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد (١)»

والتواضع تذلل للمؤمنين، وهو تذلل محمود لأن باعثه المودة والرحمة، ورجاء ثواب الله في الآخرة، لا لغرض دنيوي أو منفعة عاجلة، وقد قال الله تعالى مثنيا على من تمثل بهذا الخلق: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢).


(١) أخرجه مسلم، في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، رقم (٢٨٦٥).
(٢) سورة المائدة الآية ٥٤