حتى يكون الفرد في البيئة الإسلامية بعيدا عما يخالف منهج دينه فإن عليه أن يتجافى عن أسلوب حياة وأعمال أهل الملل الأخرى المغايرة لدين الإسلام عقيدة وعملا وما ذلك إلا أن الركون إلى صغائر الأمور، مما يجري على عظائم الأشياء، فيتبلد الإحساس، ويخفى ميزان تعاليم الدين ثم يبدأ من هذا نزع عرى الإسلام واحدة بعد أخرى. حيث أبان صلى الله عليه وسلم بأن بني إسرائيل لم يتسع فيهم نطاق الشر إلا بعد التساهل في الصغائر وتهاون العلماء في الإبانة عما كان سببا في إفساد الملة.
ومن هنا نرى أوربا في نهضتها الحديثة عندما اتجهت للعلمانية وكان شعارهم ماديا مع مضمون الكلمة: دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، ثم لما نقمت الطبقة المتعلمة على تسلط رجال الكنيسة بعد الثورة الفرنسية، كانت الحرب على رجال الكنيسة شديدة بالسخرية، والإشاعة، ثم تضافرت الجهود لتقلص دور الكنيسة، ولما قامت الثورة البلشفية بعد الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٧م الموافق لعام ١٣٣٦ هـ اشتد الصراع بين الشيوعيين، ومنهم موسوليني في إيطاليا، وبين البابا بيوس الثاني عشر لأن الشيوعية كانت ضد كل دين مهما كان، والدين الإسلامي في الدرجة الأولى حيث ناصبته العداء، واستعملت ضده الحيل والمكائد فكان من نتيجة ذلك الصراع الذي قصد منة الحد من سلطة الكنيسة، باعتبارها رمزا