السؤال الثالث: أحد الناس يقلد مذهب الإمام مالك ويحث الناس على تقليده وله عدة حجج منها:
أ - أن الواحد منا لم يصل إلى درجة النظر في الأدلة ليعرف الصحيح من الضعيف فعليه تقليد مذهب حتى يصل إلى هذه الدرجة.
ب - أن معظم الخلاف بين الأئمة السابقين كان أصوليا بمعنى: أنه يجب أن تعرف أصول كل إمام حتى تحكم بعد ذلك على صحة هذا القول من ذاك، ويقول لمن يخالف رأيه: أنه لم يتعمق في الفقه، ولو قرأ في الفقه كثيرا لوصل إلى ما وصل إليه من وجوب التقليد لأحد المذاهب الأربعة.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
ج: يختلف الناس في استعدادهم وتفكيرهم ومعلوماتهم؛ فمنهم الذكي والغبي، ومنهم العالم والأمي، فمن كان لديه قوة في الاستعداد، وسعة في التفكير، وأوتي من العلم ما يمكنه من استنباط الأحكام من أدلتها في جميع المسائل أو بعضها وجب عليه ذلك، ولا يجوز له أن يقلد غيره من العلماء فيما أدركه من الأدلة - حسب القواعد العلمية - واقتنع به، وما عجز عنه من